ما هو الفيس تايم وماهي خدمة Face Time


عندما قامت أبل بالكشف عن FaceTime .. ثار غضب أغلب الناس كالعادة .. و وصفوا محبي أبل بأوصاف كثيرة أولها أن أبل تعمل غسيل مخ لمحبيها .. و هذه ليست المرة الأولى ..

فكيف تأتي جرأة أبل من قول أنها أعادت تعريف المكالمات المرئية (و مثلها الكثير من الخدمات) .. هذا بعد وصول الكاميرا الأمامية في هاتفها عام 2010 و هو يتمتع بالمكالمات المرئية منذ أيام نوكيا N70 عام 2005 !

سوف أقوم بالرد على هذا الاتهام لتوضيح الحقائق و ليس للدفاع أو تبرر تصرفات شركة أو جانب .. و سيشمل الرد سياسة أبل عامة .. و ما حدث مع FaceTime خاصة ..

* لماذا الآن و ليس منذ إطلاق الايفون 2G ؟!
يطلق البعض على سياسة أبل بالنسبة لمنتجاتها .. سياسة القطارة ..
أي أنها تقوم كل عام بإضافة ميزة جديدة رئيسية .. حتى تجعلك تقوم بازدراء جهازك الحالي و شراء الجديد ..

إن هذا التفسير لا يرى الصورة الكاملة للمنتج أو الخدمة ..

فابل ترى أن المستقبل في البرمجيات و ليس العتاد .. و ذلك أن العتاد وصل لمرحلة شبه التشبع .. و الأفضلية تكون بحسن إخضاع و تطويع العتاد بواسطة النظام ..
و هذا المثال ملموس في جميع منتجات آبل من ماك و الايبود و أجهزة نظام تشغيل أل iOS ..

و لأن الاقتناع بالنظام يلزمك إستخدامه .. لذلك تجد منتجات أبل صعوبة في إقناع المستخدمين الجدد المهتمين بالمواصفات ..

و لكنها تجد نفس الصعوبة في جعلهم يتركونها بمجرد إستخدامهم لها ..
و يظهر ذلك جليا في نسبة رضا العملاء التي تعتبر الأعلى في المجال !!
و أننا كمستهلكين غير متعلمين .. عندما نقوم بشراء أي منتج تقني جديد .. لا نهتم بالبرمجيات أو نظام التشغيل .. و لكننا نقوم بعمل مقارنة شرسة بين مواصفات العتاد .. و لكننا ننسى في وسط هذه المقارنة أن نختار بين (الأفضل) و بين (المناسب لنا) و الفارق كبير بين الإثنين ..
فدائما وجود كاميرتين أفضل من كاميرا واحدة .. وأكيد إذا كان هناك هاتف جديد به 3 كاميرات سيصبح المنتج الأشهر على الإطلاق ..
و لكن إسأل نفسك سؤال .. كم مرة استخدمت تلك الكاميرا الأمامية في التصوير أو في المكالمات !!
و لأن سياسة أبل هي إنتاج ما يسخدمه المستهلك فعلا .. و ليس ورقة مواصفات يتم ملؤها ..
لذلك فإن منتجاتها قد تكون ذات مواصفات متواضعة و لكنك تستخدمها بكثافة و أكثر كفاءة بسبب نظام التشغيل ..
و بالتالي فهي أفضل من مواصفات عالية دون أدنى استخدام لها !!
ومن سياسة أبل عدم الاستعجال على خاصية .. و عدم إعطائها للمستخدمين إلا بعد تمام نضجها .. و خير مثال على ذلك هو خاصية النسخ/اللصق في الايفون ..
و بعد هذه المقدمة .. دعونا نتبين كيف أن أبل أعادت تعريف المكالمات المرئية (سيتم هنا شرح التقنية .. و ليس شرح كيفية إستخدامها مع الايفون 4) ..
عند إجراء مكالمات مرئية .. فلابد من وجود هاتف يدعم هذه الخاصية بالإضافة إلي توفير الخدمة من شركة الاتصالات ..
و تكون تسعيرة دقيقة المكالمة المرئية محددة مسبقا مثل المكالمات الصوتية ..
( تختلف كيفية إجراء المكالمات المرئية بحسب تنوع أنظمة التشغيل ) ولكنها جميعا تشترك في الفكرة .. و تكون كيفية إجراء المكالمة المرئية .. مثل كيفية إنشاء مكالمة صوتية .. و لكن بدلا من إختيار voice call .. يتم إختيار video call .. و من أهم مميزاته .. هي مكالمة الطرف الأخر دون عمل إجراءات مسبقا .. وكان من أهم عيوبه هي ارتفاع سعر المكالمه .. و خاصة الدولية منها !
هل هذه هي المرة الأولى التي نستخدم فيها المكالمات المرئية .. الإجابة لا ..
إذا .. هل من بديل ؟!!
نحن من سنين نقوم بعمل محادثات صوتية /مرئية باستخدام برامج المحادثة الفورية على أجهزة الحاسب ..
و لم يكن يفرق معنا المكان أو الزمان أو سعر الدقيقة .. مجرد انترنت سريع و جودة صوتية و مرئية !!
و هذا ما يطلق عليه VoIP ..إجراء مكالمات صوتية و مرئية من خلال الإنترنت و ليس شركات الاتصالات ..
و أشهر هذه البرامج على الإطلاق هي Skype ..
و لكن كيف يتم إجراء تلك المحادثات المرئية ؟!!
يتم بالطبع بإنشاء حساب جديد برقم سري في هذه الخدمة .. و من ثم تسجيل الدخول في كل مرة أردنا فيها استخدام الخدمة ..
و من أهم مميزات تلك النوعية .. هي عدم الالتزام بتكلفة إضافية .. أو بفترة استخدام الخدمة (هل تتذكر الفرق بين أل dial up و بين أل DSL ) .. و من أهم عيوبها هي أنه لابد من إضافة الجهة المراد التحدث إليها عندك في قائمة المتصلين .. و لابد أي يكون الطرفان متصلين في نفس الوقت .. و إذا أردت التحدث مع شخص لا يملك حساب في تلك الخدمة .. كيف تستطيع مكالمته ؟!! الإجابة كما يعرف الجميع هي مستحيل ..
ما الذي فعلته آبل ؟!!
ما فعلته آبل تقريبا هو جمع مميزات النوعين .. و تلافي عيوبهم .. فالآن يمكنك إجراء المكالمات بسهولة النوع الأول .. و تكلفة النوع الثاني .. فالمكالمة تتم من خلال الرقم الخاص للشخص الذي تقوم بمحادثته .. فيمكنك اعتبار أل FaceTime‎ نوع جديد من أنواع برامج المحادثة الفورية التي يتم إستخدامها دون إنشاء حساب خاص .. فقط باستخدام رقم هاتفك (رقم هاتف داخلي أو دولي على السواء) .. و يتم إحتساب التكلفة ليس بالدقائق .. و إنما من خلال بيانات الانترنت (‎wi-fi مؤقتا حتى الآن) و التي تعتبر خدمة رخيصة جدا لدرجة المجانية .. و بالتالي أنت لست مقيد بمكان أو زمان الشخص الذي تحدثه !!
و لإجراء المكالمة المرئية .. قم باختيار الشخص المطلوب من جهات الاتصال و من ثم إختار نوعية الاتصال FaceTime .. أو من خلال مكالمة صوتية و من ثم الضغط على زر FaceTime .. فيتم إنهاء المكالمة الصوتية و البدء في المكالمة المرئية المجانية !
لماذا ‎wi-fi فقط ؟!!
هذه النقطة يستغلها الجاهلى من كارهي آبل .. و يبدءوا فورا باتهام آبل بالشركة المحتكرة ذات سياسة القطارة .. أو أنها نضبت من الأفكار .. فيقوموا باختزان هذي الميزة حتى يتسنى لهم إنزالها في الهاتف الجديد العام المقبل و يكون سبب في المبيعات !
و للرد على هذا الاتهام .. ساسألكم سؤال بسيط .. لماذا خدمة Skype أو Google Voice ليست متوفرة في دول الشرق الأوسط ؟!! و هنا أنا أقصد خدمة الـ VoIP و هي خدمة الاتصال من خلال الإنترنت على هاتف أرضي أو محمول .. و الإجابة بكل بساطة .. هي الحكومة ! هي التي تقوم بإنشاء قوانين تحد أو تمنع هذه الإمتيازات .. مثلا في مصر يمكنك استخدام خدمة ‎Skype-to-Skype فقط من خلال الإنترنت الأرضي .. و مؤخرا تم السماح ل 3G بعد ضغط كبير ..لكنه مازال محلي و ليس دولي .. و إذا استخدم دولي (يطلق على هذا التصرف “تمرير مكالمات دولية”) فإنه يتم معاقبة المستخدم بالسجن و بغرامة مالية كبيرة !!
و السبب في ذلك هو الربح ! فى إذا تم السماح لمثل هذه الخدمات سوف تعلن شركات الاتصال إفلاسها ..
و لذلك عندما قالت آبل إنها سوف توفر FaceTime على ‎wi-fi فقط ..
ليس هذا للاحتكار أو عدم توفر تقنية .. و لكنهم لم يتوصلوا إلى إتفاق مع شركات الاتصال حتى الآن .. و لكنها مجرد مسألة وقت حتى تقوم آبل بإقناع الشركات (مثلما أقنعتهم من قبل في العديد من الأشياء مثل البريد الصوتي المرئي Visual Voicemail) .. و ستقوم آبل بعمل تحديث مجاني لنظام التشغيل ..
و يصبح FaceTime يعمل على كل من أل ‎wi-fi و أل 3G !
لماذا من iPhone 4 إلى iPhone 4 فقط ؟!!
عندما قامت آبل بعمل هذه التقنية الجديدة .. كان ممكن أن تجعله حكرا على أجهزتها فقط .. و لكن لأنها شركة “ليست احتكارية” .. قامت بعمل هذه التقنية معيار صناعي مفتوح “open industry standard” .. و بذلك يتسنى لأي مصنّع استخدام تلك الخاصية دون إعطاء آبل أي حق انتفاع في المقابل .. مثل أن توجد في الكاميرات المحمولة .. أو تضيفها جوجل إلى هواتف اندرويد .. أو ميكروسوفت إلى سلسلة ويندوز فون .. و بذلك تنتشر و يصبح في مقدورك عمل تلك المكالمات المرئية من أي جهاز إلى أي جهاز يدعم تلك الخواص ..
و مؤخرا تم الكشف أنه من الممكن أن تقوم آبل بجعل مكالمات FaceTime من خلال الايميل أيضا ..
و من يعلم .. فقد يمكن أن نرى شبكة إجتماعية من آبل مثل تلك الخاصة بالألعاب “Game Center” .. ربما يكون هذا سبب مركز المعلومات الضخم الذي قرب على الإنتهاء بجانب الحوسبة السحابية ؟!!! من يعلم ما تخفيه الأيام !

No comments: