الدوافع لقول لا أو نعم للدستور ؟؟


فيما يلي مقال رائع يتحدث عن دوافع قبول الدستور المصري للدكتور بهاء فرج أعجبني فأحببته أشارككم به.....

يجب أن نتفق جميعاً أن إعطاء رأي قاطع بنعم أو بلا عن مشروع الدستور المصري أو أي دستور في العالم هو أمر خيالي غير واقعي

لماذا ؟

لأن الدستور عمل بشري جماعي والبشر كلهم حتى لو كانوا من رجال الدين عندنا نحن المسلمين فليس عندنا بشر مقدسون لابد أن يكون فيهم نقص

فحتى من صنعو الدستور بأيديهم لن يكونوا متفقين عنه مجملاً بنسبة 100%

وهذه دائرة من دوائر الزمن المغلقه
أن تبحث عن دستور يرضي الجميع بكل مواده
أو أن تبحث عن كرة كاملة الإستدارة 100%
أو أن يشرب جميع البشر كوب الشاي بمعلقتين من السكر

لذلك فمن يخرج لك بنود لا تعجبه في الدستور فهذا ليس بالأمر الغريب
بل هو أمر عادي جداً

فمن الطبيعي جداً أن نقبل بدستور بينما نحن نرفض عدة من مواده ولكن نتقبل أغلب مواده

وما يدل على ذلك أن جميع دساتير العالم قابلة للتعديل ومازالوا يعدلون فيها وسيظلون يعدلون فيها إلى يوم القيامة

لذلك لو وضعت في قلبك عزيمة أنك لن تقول نعم إلا لدستور توافق على كل مواده 100% فأنت رجل واهم إلا في حالة واحدة
هذه الحالة هي أن تكون أنت وأنت وحدك من وضع جميع مواد هذا الدستور
وهذا فرض مستحيل
وبالتالي لو ظلت عندك هذه العزيمة فلن تقول للدستور نعم إلى يوم القيامة

ولنرجع إلى الواقع وهو أنه لا يوجد في هذه الدنيا ما يسمى بدستور كامل توافق على كل مواده مجتمعة

لذلك فالحل الوحيد هو أن تحكم على الدستور حكماً تراكمياً بعد قراءة ودراسة كل مواده

فإذا كنت ترى أن غالبية مواده مقبولة وخاصة المواد الأساسية فهذا معناه أن عليك أن تقول نعم للدستور

وإذا رأيت أن أغلب مواده غير مقبوله لديك فهذا معناه أن تقول للدستور لا


لقد تم توزيع كميات كبيرة من المنشورات المنفق عليها ببذخ التي تدعوا لأن نقول لا للدستور في الشوارع

وتستند لتفنيد عدد لا يزيد عن سبعة أو ثمانية مواد في الدستور وتظهر فيها وجهة نظر أخرى وتقول في النهاية أنه يجب أن نقول لا من أجل هذه المواد من دستور تجاوزت عدد مواده 200 مادة 

أنا شخصياً عندما قرأت الدستور كان فيه ما أعجبني وقليل من مواد لم تعجبني 
لكن المجموع التراكمي يجعلني أقول نعم


الأمر الآخر الذي جعلني أقول نعم هو أن المرحلة الإنتقالية أخذت أكثر من حقها بكثير

بل إني متأكد أن هناك قوى تريد أن تجعلنا نظل في تلك المرحلة إلى أجل غير مسمى ومستعدين أن ينفقوا كل ما يملكون من مال في سبيل ذلك

لأن نهاية هذه المرحلة هي نهاية لهم

وهم يعلمون جيداً أن هذه الحالة تقود البلد للإفلاس عاجلاً أو آجلاً

وعند إفلاس البلد سيكون بقدرتهم إنتاج النظام القديم مرة أخرى والإمارات جاهزة بالمال وبالرئيس كمان


إن عدم وجود مجلس نواب يقود البلد للدمار
ووجود السلطة التشريعية في يد الرئيس أمر مرفوض ولا أرى منه إلا المشاكل


لذلك فنحن بحاجة إلى مجلس شعب في أسرع وقت ممكن

فلا يوجد مستثمر أحمق سيدفع مليم واحد يستثمره في بلد بلا مجلس شعب وبلا دستور وبلا قانون


ليتني سمعت من النخبة المحنطة كما سماهم الدكتور سيف عبد الفتاح ما يدعوهم لرفض الدستور بطريقة مقنعة

ختاماً
سأقول للدستور
نعم

وعلى كل مصري أن يرى النتيجة التراكمية لقراءته للدستور  سواءاً بنعم أم بلا
وليتحمل أمانته 
وليستخير الله تعالى
والله ولي التوفيق



--
Bahaa Farag
Advance Center Admin Director
Executive Committee Member
 

No comments: