احصائية مخيفة

نتكلم اليوم عن عادة القراءة التي للأسف هجرها الكثير منا،ونسمع عن كثير من الأصدقاء أنه لم يقرأ شيئاً منذ أن أنهى دراسته الجامعية !! بينما يتفوق علينا الغرب بسبب أنهم يعلمون أطفالهم القراءة ومتعتها منذ الصغر،ويحببونهم في الكتاب ليكون رفيقهم في كل مكان،فترى الغربي يقرأ في محطة الباصات ويقرأ في القطار،ويقرأ في الطائرة، وحتى أنني سمعت ان البعض منهم يقرأ حتى في الحمام!! بينما يتحجج الطلاب العرب بكثرة الكتب المنهجية في الجامعة فلا يطالعون كتباً خارجية !! ثم يصبح الطالب منهم موظفاً فيتحجج بالعمل وأكل العيش !! ثم يتزوج ويصبح عنده أبناء وبنات ويتحجج بتربيتهم وتوفير إحتياجاتهم !! وأخيراً يكبر هؤلاء الأبناء ويصبحون فاشلون مثل آبائهم تماماً لأنهم تركوا عادة القراءة!!

يقول د.إبراهيم الفقي رحمه الله (مهما بلغت درجة إنشغالك فلا بد أن تجد وقتاً للقراءة،وإن لم تفعل فقد سلمت نفسك للجهل بمحض إرادتك )،نعم هو الجهل الذي يقودنا إليه عدم المطالعة،فتجد الطبيب المختص الشاطر في تخصصه،ولكنه جاهل بأمور دينه وجاهل بأمور دنيوية أخرى لأنه لا يقرأ ولا يطالع أي كتب أخرى في غير إختصاصه،وعلى نفس النسق يمكن أن تجد مهندساً جاهلاً وأستاذاً جاهلاً وصيدلانياً جاهلاً وهكذا.

ولدينا في العالم العربي إحصائيات مخزية أوردها د.ساجد العبدلي في كتابه القيم ( القراءة الذكية )،حيث ذكر أن معدل ما يخصصه المواطن العربي للقراءة هو عشر دقائق سنوياً !! في حين أن المواطن الغربي يخصص لها سنوياً 36 ساعة !! تصوروا أن كل 20 عربي يقرأ كتاب واحد سنوياً !! بينما يقرأ البريطاني 7 كتب واليهودي الإسرائيلي 7 كتب وأما الأمريكي فهو الأميز فيقرأ 11 كتاباً سنوياً !! فلا عجب أن يقول أحد مفكريهم وهو جلبرت هايت ( الكتب ليست أكوام من الورق الميت ! إنها عقول تعيش على الأرفف ).

كنت قد قرأت قبل عدة سنوات عن عادة طورها أحد مدربي التنمية البشرية ويدعى دارين هاردي (وهو بالمناسبة رئيس تحرير مجلة النجاح الأمريكية)،وهذه العادة يسميها عشرة ونصف ،ولا تعني الوقت كما يتبادر إلى ذهنك،ولكنها تعني كل يوم إقرأ بمقدار 10 صفحات وإستمع إلى شريط في التنمية البشرية لمدة نصف ساعة ،وقد أعجبتني وطبقتها منذ ذلك الحين، واليوم أشعر أنني كالمهندس في كل يوم أضيف طابوقة إلى عمارة معلوماتي ومعرفتي !!

No comments: